كشف مدير عام جمعية إكرام لحفظ الطعام بمكة المكرمة أحمد حربي المطرفي في حوار «للمدينة» عن تراجع ثقافة هدر الطعام بسبب التوعية المستمرة وإنشاء جمعيات متخصصة وممارسة المجتمع دور الرقابة على من يهدرون الطعام بشكل متعمد لافتاً إلى توقيع 100 اتفاقية لحفظ الطعام ومنع الهدر. وأعرب عن أسفه في حوار للمدينة عن ارتفاع قيمة هدر الغذاء في المملكة إلى 40 مليار ريال سنوياً فيما بلغت نسبة الفقد والهدر في الغذاء 33% ، مطالباً بعقوبات رادعة لمن يتعمد هدر الطعام. وأشار المطرفي إلى أن الجمعية حافظت في موسم حج العام الماضي 1444هـ على أكثر من 700 طن استفاد منها أكثر من 1.7 مليون شخص، مبيناً أن الجمعية تمتلك قاعدة بيانات خاصة بالأسر المتعففة وتستطيع الوصول إليها وإيصال المساعدات لهم إلى منازلهم . فإلى نص الحوار
انطلاقة الجمعية
* كيف كانت انطلاقة جمعية إكرام لحفظ الطعام وأبرز الخدمات التي تقدمها؟
– الجمعية متخصصة في تعزيز الأمن الغذائي والتقليل من الهدر والفقد في الغذاء عن طريق الحفاظ على فائض الطعام وتوجيهه بطريقة آمنة وصحية للمحتاجين وتوعية المجتمع وإرشاده وتثقيفه وقد أُنشئت في 1438هـ بعد سنوات طويلة من العمل في هذا المجال بمسميات مختلفة وتحت إشراف جهات كثيرة حتى ترسخت القناعة بضرورة إنشاء جمعية مستقلة معنية هدفها واضح. وتأتي مشاريع حفظ الطعام في المقدمة كما تقدم إلى جانب ذلك السلال الغذائية للمحتاجين والسقيا لضيوف الرحمن وقاصدي المسجد الحرام والوجبات الساخنة والوجبات الجافة واللحوم الطازجة والمخبوزات، وتعاقدنا مع أكثر من 20 فندقا عالميا تقدم خدماتها حول المسجد الحرام كما لدينا اتفاقيات مع المطاعم والمطابخ وقاعات الأفراح والاستراحات ومؤسسات الإعاشة.
إعداد المستفيدين
* كم عدد الذين استفادوا من الخدمات التي تقدمها الجمعية على الأقل خلال عام؟- خلال عام 2019 استفاد نحو مليون شخص من برامج ومشاريع الجمعية، لكن ذلك نما في العام الذي يليه ليصل أكثر من 5 ملايين شخص ثم في عام 2021 وصل عدد المستفيدين أكثر من 16 مليون شخص وفي العام الماضي 2022 وصلنا إلى قرابة 24 مليون شخص، وتجاوزت قيمة هدر الغذاء في المملكة 40 مليار ريال سنوياً فيما بلغت نسبة الفقد والهدر 33%، أما بالنسبة لثقافة هدر الطعام فإني أرى بأن هذه الثقافة في تراجع ملحوظ بسبب التوعية المستمرة وإنشاء جمعيات متخصصة، فيما المجتمع أصبح يمارس دور الرقابة على أولئك الذين يهدرون الطعام بشكل متعمد.
خطة التوعية
* على ماذا ترتكز خطتكم في التوعية والتثقيف؟
– أرى توعية المجتمع بطريقة أوسع وأشمل والسماح للجمعيات العاملة في هذا التخصص بالتواجد في كافة نقاط الهدر وتشريع قوانين تحد من ظاهرة الإسراف والهدر وسن جزاءات رادعة لمن يتعمد هدر الطعام ورميه أو العبث به. وتعد مبادرة احفظها لتدوم من أبرز المبادرات، وفي عام 1444 حافظت الجمعية على أكثر من 200 ألف وجبة إفطار من ساحات المسجد الحرام وقدمتها للصائمين في مكة المكرمة، وحافظت الجمعية في موسم حج العام الماضي 1444هـ على أكثر من 700 طن استفاد منها أكثر من 1.7 مليون شخص . وأطلقنا نحو 650 فرصة تطوعية في مختلف البرامج والأنشطة بهدف تعزيز الأمن الغذائي والتقليل من الهدر والفقد.
100 اتفاقية لدعم الشراكات
* كم عدد الشراكات التي وقعتها الجمعية مع القطاعات الأخرى ومجال التعاون فيها؟
– يمكن تصنيفها إلى شراكات مع جهات حكومية وإشرافية لتذليل الصعوبات وحوكمة العمل ورفع الكفاءة الإنتاجية، وشراكات مع جهات مانحة لضمان سير العمل وتأمين احتياجاته ومتطلباته بما يضمن استمرارية المشاريع، مثل أوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي وبنك الرياض وشركة أرامكو ومؤسسة حسن عباس شربتلي وشراكات مع القطاع الثالث لتبادل الخبرات وشراكات مع القطاع الخاص مثل الفنادق والقصور والمطاعم والمطابخ لحفظ فائض الطعام ومنع الهدر، ويصل عدد الاتفاقيات إلى أكثر من 100 اتفاقية.
خدمة الأسر المتعففة * كيف تصل الجمعية إلى الأسر المتعففة وتقديم الخدمات لهم في سرية تامة؟- نمتلك قاعدة بيانات خاصة بالأسر، وندرس حالتهم بشكل دوري، وبالتالي نستطيع الوصول إليهم وإيصال المساعدات لهم إلى منازلهم، وقبل أن نوزع نرسل رسالة نصية للمستفيد تفيد بالمساعدة المقدمة ومكان التسليم وحين نجد أن العائلة التي لا تستطيع الحضور، نرسل سيارة محملة بالمواد الغذائية لهذه الأسر. ولا شك أن هدر الطعام ليس تصرفاً عفوياً بل ينم عن عدم وعي وعدم استشعار نعمة الله عز وجل، والطريقة المثلى للتخلص من هذه التصرفات هي استشعار نعمة الله عز وجل والتفكر والتدبر في كل أولئك الذين لا يجدون قوت يومهم و ترك العادات الاجتماعية التي تدعو إلى مثل هذه التصرفات.
40 مليار ريال حجم الهدر السنوي بالغذاء
عقوبات رادعة لمن يتعمد إهدار النعم
1.7 مليون مستفيد من الطعام المحفوظ